منظمة جرين

انتشار الأمراض المعدية في ظل تغير المناخ

ديسمبر 25, 2024
انتشار الأمراض المعدية في ظل تغير المناخ

شهد عام 2024 ارتفاعا كبيرا في انتشار العديد من الأمراض المعدية، ويرجع ذلك إلى تغير المناخ وانخفاض معدلات التطعيم وظهور سلالات جديدة من مسبّبات الأمراض.

وكشفت شركة إيرفينيتي (Airfinity) في تحليل أولي أهمية مواجهة الارتفاع الملحوظ في الأمراض القابلة للوقاية والمتأثرة بالتغيرات المناخية، مع ضرورة تنسيق الجهود العالمية لمكافحتها.

ففي أواخر ديسمبر الجاري، سجّلت حمى الضنك أرقاما قياسية غير مسبوقة مع تجاوز الحالات 13 مليون إصابة على مستوى العالم، أي أكثر من ضعف الحالات المسجّلة العام الماضي.

وفي أميركا الوسطى والجنوبية، تضاعفت الإصابات بمعدل يُقارب ثلاثة أضعاف، فيما بلغ عدد الوفيات على مستوى العالم حوالي 10 آلاف حالة هذا العام.

كما ارتفعت حالات الإصابة بالسعال الديكي (الشاهوق) بنحو عشرة أضعاف مقارنة بعام 2023، إلى جانب زيادة الإصابة بأمراض أخرى مثل جدري القردة وحمى أوروبوش وشلل الأطفال.

وشهد هذا العام أيضا تفشيا غير مسبوق لإنفلونزا الطيور الناجمة عن فيروس إتش5 إن1 (H5N1)، حيث أُبلغ عن 61 حالة إصابة في الولايات المتحدة بحلول أواخر ديسمبر الحالي. وفي رواندا، ظهر أول تفش لفيروس ماربورغ الذي يُسبب حمى نزفية حادة، وربما يكون مميتا في بعض الحالات.

ووجد التحليل، الذي استند إلى بيانات من 128 مصدرا في 206 دول، أن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وأنماط المناخ المتغيرة ساهمت في انتشار الأمراض، إذ إن بعضها ينتقل عبر فيروسات وبكتيريا وطفيليات تحملها نواقل مثل البعوض والقراد. ومع ارتفاع درجات الحرارة، بات بإمكان النواقل البقاء على قيد الحياة والوصول إلى مناطق جديدة.

وإلى جانب ذلك، فقد ساهم ظهور سلالات جديدة للأمراض في انتشارها على نطاق أوسع، حيث أودى جدري القردة، الذي يُعتبر عادة أقل عدوى وأخف حدة من الجدري، بحياة مئات الأشخاص هذا العام بعد ظهور سلالة أشد خطورة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما أدّى انخفاض معدلات التطعيم على مستوى العالم بعد جائحة فيروس كورونا إلى عودة ظهور الحصبة، إذ ارتفعت بنسبة 380% في الولايات المتحدة و147% في أوروبا.

وكشفت إيرفينيتي أيضا أن نزوح السكان واضطراب حملات التطعيم تسبّبا في عودة انتشار شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا يزال المرض مستوطنا فيهما.

وقالت كريستان بيروفا، المحلّلة لدى إيرفينيتي، إن ”عودة الأمراض القابلة للوقاية وتأثير تغير المناخ على الصحة العالمية يُظهران الحاجة إلى التزام أقوى بالتدابير الوقائية وتبني الابتكار لمواجهة الأمراض“.

كما دعت بيروفا إلى تعزيز مشاركة البيانات عالميا ومراقبة الاتجاهات لضمان استجابة صحية عامة منسقة

المصدر: بلومبرغ